شهادة جيل على زمن الجائحة.. الكاتبة الشابة سارة محمد مرزوق تصدر كتابها الجديد جيل الكمامة
بجرأة قلمها ورهافة رؤيتها، تطل الكاتبة الشابة سارة محمد مرزوق بعملها الجديد جيل الكمامة، لتمنح القارئ فرصة فريدة للتأمل في واحدة من أعقد المراحل التي مرّ بها المجتمع الجزائري والعالمي. استطاعت أن تزاوج بين الحسّ التوثيقي والعمق التحليلي، فحوّلت الأزمة الصحية إلى مرآة تكشف ملامح جيل كامل، همومه وأسئلته، عزلاته وتطلعاته.
إنه كتاب يترجم وعيًا نقديًا نادرًا لدى كاتبة في بدايات مسيرتها، ويؤكد أن صوت الشباب الجزائري قادر على تحويل التجربة الفردية والجماعية إلى نص فكري بليغ، يفتح مساحات للنقاش ويثير أسئلة تتجاوز اللحظة إلى المستقبل.
جيل الكمامة كتاب اجتماعي ـ تحليلي يرصد التحولات التي أحدثتها جائحة كورونا في الجزائر، خاصة لدى الشباب. يمزج بين السرد التوثيقي والتحليل النفسي ـ الاجتماعي ليكشف كيف غيّرت الأزمة من أنماط العيش، التواصل، والتعليم والعمل عن بُعد، وما ولّدته من عزلة وقلق جماعي. الكتاب يطرح أسئلة نقدية حول بروز “جيل الكمامة”: هل هو جيل مختلف حقاً؟ وهل انتهت الأزمة مع الفيروس، أم مازالت آثارها تلازمنا في حياتنا اليومية؟
يتناول العمل محاور أساسية، منها:
العزلة والتباعد الاجتماعي: كيف تحوّل البيت من فضاء عادي إلى مركز كل تفاصيل الحياة اليومية.
المدرسة والعمل عن بعد: انعكاسات التعليم والعمل الإلكتروني على التلاميذ، الطلبة والموظفين.
القلق الجماعي: الخوف من المرض والموت وما ولّده من هشاشة نفسية واجتماعية.
جيل الكمامة: توصيف رمزي لجيل وجد نفسه محاصراً بين أسئلة المستقبل وأثقال الحاضر.
الكتاب يضع التجربة الجزائرية في سياقها المحلي، دون أن يعزلها عن الامتداد الإنساني العالمي، ويطرح تساؤلات نقدية حول:
ما الذي تغير فعلاً في علاقتنا بالآخر وبأنفسنا؟
هل نحن أمام جيل جديد بملامح مختلفة؟
وهل انتهت الأزمة بانتهاء الفيروس، أم أنها مستمرة في ذاكرتنا وسلوكياتنا اليومية؟
جيل الكمامة ليس فقط شهادة على مرحلة استثنائية، بل محاولة لفهم جيل كامل عبر عدسة اجتماعية، إنسانية، ونقدية.