في إصدار جديد تدعمت به المكتبة الجزائرية سميرة بغزو تستعرض دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإقتصاد الرقمي

تطرقت الكاتبة الباحثة سميرة بغزو في إصدارها الجديد “دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإقتصاد الرقمي فرص التحول والتحديات المستقبلية” إلى زمن الذي تتسارع فيه الابتكارات التكنولوجية وتتشابك فيه خيوط الاقتصاد العالمي مع الثورة الرقمية.

و أوضحت في حوار أجرته معها جديدة” أصوات” رؤيتها حول التحول الرقمي، والفجوة القائمة بين الدول المتقدمة والنامية، وأهمية البحث العلمي والتعليم في تحقيق تنمية رقمية مستدامة، كما سلطت الضوء على التحديات التي تواجه العالم العربي في مجال الذكاء الاصطناعي، وقدمت جملة من التوصيات لبناء اقتصاد ذكي يرتكز على المعرفة، والابتكار، والأخلاق.

 

حاورتها: رحمة حيقون

 

بداية من هي سميرة بغزو؟

من الصعب جدا أن أعرف نفسي،لأن الإنسان ليس تعريفا ثابتا ،بل رحلة مستمرة،أنا لست ما كنت عليه بالأمس،وما سأكون غدا،أنا مجموع تجارب ومحاولات وزلات وأخطاء،وأحلام لم تكتمل بعد، لعل من أنا؟ سؤال لايجاب عليه بالكلمات،بل بما أفعله،وما أتركه في الآخرين ،أرى نفسي فكرة في طور التشكيل،أكثر من كونها تعريفا جاهزا كل مشروع أكتبه،أو فكرة أبحثها هي محاولة لفهم ذاتي من زاوية جديدة ،لذا لا أقدم تعريفا بل مسارا من الأسئلة.

 

حديثنا قليلا عن اصدارك الجديد؟

هذا الإصدار محطة مهمة في مسيرتي حيث ركزت فيه على تأصيل مفاهيمي للذكاء الاصطناعي و الاقتصاد الرقمي كركائز لبناء إستراتيجيات وطنية قوية، يقدم الكتاب إطارا نظريا متينا مدعوما بدراسة أمثلة واقعية ،كما يعرض أدوات عملية يمكن للدول و المؤسسات تبنيها لقيادة التحول الرقمي برؤية مستدامة.

 

مالذى دفعك إلى تأليف كتاب الذكاء الاصطناعي في الإقتصاد الرقمي؟

الدافع الأساسي هو الإحساس بأن الاقتصاد الرقمي لم يعد رفاهية،أو خيارا ثانويا،بل هو عامل حاسم في تحديد مصير الدول و المجتمعات مع تسارع الإبتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي

تزايدات الفجوة بين من يُهيئون أنفسهم مبكرا للإستفادة من هذه التكنولوجيا ،ومن يبقون متأخرين ،عملت على سد هذه الفجوة من خلال توضيح المفاهيم،وطرح التحديات والحلول ،وتشجيع القارئ على أن يشارك في بناء مستقبل رقمي يحقق التنمية والعدالة

 

كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الإقتصاد العالمي حسب ماورد في اصدارك؟

في الكتاب أوضح أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الإقتصاد العالمي عبر زيادة الكفاءة والإنتاجية من خلال أئتمة عمليات الإنتاج و تحسين إستغلال الموارد والتنبؤ الأفضل بالطلب والعرض، و إبتكار خدمات والمنتجات،حيث يمكن التطوير الرقمي من ظهور نماذج أعمال جديدة مثل الخدمات القائمة على المنصات والتطبيقات الذكية،والمنتجات المخصصة حسب مستخدم ، تحسين إتخاذ القرار بإستخدام البيانات الضخمة ،والخورزميات يمكن للدول المؤسسات التنبؤ بالأزمات ،التخطيط الإستراتجي بشكل أكثر دقة وإتخاذ قرارات قائمة على الأدلة، توسيع السوق الرقمي الربط بين الدول و المؤسسات عبر الشبكات الرقمية يمكن من خلال الدخول لأسواق جديدة ،وتحسين التجارة الالكترونية ،وزيادة الإستثمارات العابرة للحدود .

 

مالمقصود قولك أن الاقتصاد الرقمي لم يعد خيارا تكميليا بل أصبح ضرورة حتمية ؟

لأن العالم يتجه نحو الرقمنة في كل شئ من التعليم إلى الخدمات الصحية ،إلى المالية،إلى الإنتاج الصناعي، الدول التى تتأخر في تبنى الرقمنة تخسر فرصا تنافسية،استثمارات وفرص عمل

التغيرات البيئة والأزمات الاقتصادية العالمية ،الجائحة جميعها أظهرت أن الأنظمة القائمة تحتاج أن تكون مرنة ،وقادرة على التكيف ،والرقمنة أيضا المطالب الإجتماعية للشمول ،العدالة،و تحسين مستوى المعيشة لايمكن تحقيقها بشكل فعال دون استخدام التكنولوجيا الرقمية و الذكاء الاصطناعي

 

ما أهم التحديات التى تعيق الإستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي في العالم العربي ؟

في الحقيقة هي تحديات عدة، الفجوة في البيئة التحتية التقنية،ضعف الانترنت ،إنقطاع الكهرباء ،نقص في مراكز البيانات ،ضعف الشبكات الرقمية، و نقص الخبرات والكوادر المؤهلة ،الحاجة لتدريب ،وتكوين متخصص في الذكاء الاصطناعي ،البيانات تحليلها،البرمجة

ضعف الأطر القانونية ،والتنظيمية،

حماية الخصوصية ،الأمان السيبراني ،الملكية الفكرية ،المعايير الأخلاقية ،تمويل ضعيف أو غير كاف للمشاريع الرقمية،وريادة الأعمال

المقاومة الثقافية التخوف من التغيير ،بعض المجتمعات و المؤسسات تفضل الحلول التقليدية وتخشى فقدان الوظائف ،والإعتماد على التكنولوجيا د، الفجوة بين المدن والريف،وبين الفئات الإجتماعية المختلفة من حيث الوصول للتكنولوجيا

 

وضحي لنا الفجوة الرقمية بين الدول المتقدمة والنامية ؟

لعلها متمثلة في النقاط التالية:الفجوة في البنية التحتية ،الدول المتقدمة غالبا ما تتوفر عندها شبكات أنترنت سريعة،تغطية عالية ،طاقة كهربائية مستمرة،مراكز بيانات متطورة ،أما الدول النامية فتعاني من ضعف في هذه الجوانب, الفجوة في الموارد البشرية ،المهارات الرقمية ،الخبرة في الذكاء الاصطناعي ،التعليم الجامعي،والتدريب المهني، و الفجوة في الإستخدام في الدول المتقدمة الأفراد و المؤسسات أكثر قدرة على استخدام الأدوات الرقمية في الحياة والعمل،بينما في الدول النامية الإستخدام غالبا محدودا للإتصالات

الفجوة في السياسات والدعم الحكومي،وجود إستراتيجيات وطنية واضحة للتحول الرقمي ،تشريعات حوافز للإستثمار ،دعم البحث العلمي، الفجوة بين رأس المال والتمويل،القدرة على تمويل المشاريع التقنية،أو الإبتكارية الكبرى ،الوصول للإستثمارات الأجنبية،أو الشركات التكنولوجية.

 

مالتوصيات التى تقتريحها سميرة بغزو لتعزيز الإستثمار الأمثل في الذكاء الاصطناعي ؟

وضع إستراتيجيات وطنية واضحة للتحول الرقمي ،تتضمن أهدافا زمنية،ومؤشرات تقيم، دعم البحث العلمي و الإبتكار من خلال تمويل جامعات،ومراكز أيحاث،وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام و الخاص، بناء البنية التحتية و الرقمية ،شبكات أنترنت سريعة ،مراكز البيانات،تخزين آمن،ومعالجات سريعة

تنمية الكفاءات البشرية ،تدريب،دورات ،إستقطاب خبراء من الخارج، و وضع قوانين تحمى الخصوصية وتضمن الأمن السيبراني ،وتعمل على ضبط أنظمة الذكاء الاصطناعي ،بما يراعى القيم الأخلاقيةوالمجتمع، و تشجيع ريادة الأعمال الرقمية عبر الحوافز الضريبية،تسهيلات إدارية مساحات عمل مشتركة ،دعم الإبتكارات الناشئة

العمل على إشراك المجتمع ،رفع الوعي ،ضمان أن الذكاء الاصطناعي يخدم الأفراد كافة ،لا فقط النخب.

 

لماذا تعتبرين البحث العلمي و التعليم من ركائز التحول الرقمي ؟

لأن البحث العلمي و التعليم فعلا من ركائز التحول الرقمي ولأن البحث العلمي يوفر الأساس المعرفي لفهم التكنولوجيا وتطويرها،وتكيفها مع السياقات المحلية، التعليم يعد وسيلة أساسية لبناء القدرات البشرية ،بدون تعليم ملائم لاتحقق أي دولة تنمية رقمية مستدامة، التعليم يعد منبرا لنشر الثقافة الرقمية لأخلاقيات والإستعداد للتغيرات التى تجلبها التكنولوجيا ،من خلال البحث و التعليم تصبح الإبتكارات محلية مناسبة لثقافة المجتمع ،تحدد أولوياته،وتحل مشاكله.

 

هل يمكن للدول النامية أن تتجاوز الفجوة الرقمية بسرعة إذا تبنت الذكاء الاصطناعي بفعالية؟

نعم يمكن أن تحرز تقدما سريعا ،ولكن ليس على حساب الجودة ،بعض الشروط ضرورية

وجود إرادة سياسية قوية،وإلتزام حكومي لتحسين البنية التحتية وتخصيص ميزانيات

الاستثمار في الكفاءات البشرية ،التعليم و التدريب ،تبنى نماذج وشراكة من الدول المتقدمة ،أو شراكات دولية لنقل التكنولوجيا ،التركيز على استخدامات ذات الأثر المباشر مثل الصحة و التعليم و الزراعة لتعظيم الفائدة، ضمان أن التطوير يتم بطريقة تحترم الخصوصية والقيم المجتمعية لتجنب ردود فعل سلبية.

 

ما مستقبل الأخلاقيات في ظل تسارع الذكاء الاصطناعي ؟

مستقبل الأخلاقيات يكون محوريا وسيشهد تطوير معايير أخلاقية دولية ومحلية تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي خصوصا في المجالات الحساسة،الصحة ،الأمن،العدالة تشريعات تحمى الخصوصية تمنع التحيز في الخوارزميات وتضمن المساءلة عن الأخطاء إنخراط المجتمع المدني ،الخبراء في التكنولوجيا ،والقانون لمراقبة وضبط استخدامات الذكاء الاصطناعي إعتماد مبادئ الشفافية من كيفية تدريب النماذج إلى

كيفية إتخاذ القرارات الآلية ليعرف الناس مالذي يحدث وكيف ولماذا؟، دمج التفكير الأخلاقي في تعليم الذكاء الاصطناعي ليكون جزءا من المنهج العلمي والهندسي ،وليس فقط جزءا ثانويا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *