صراع موسكو وواشنطن …هل سيتكرر سيناريو الحرب الباردة
رحمة حيقون
بدأت بوادر أزمة سياسية تلوح في الأفق بين واشنطن وموسكو بعد تصريحات البيت الأبيض والكرملين، بفرض عقوبات من كلا البلدين على بعضهما، هذه البوادر تذهب بنا الى تاريخ الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، مما جعل الكثيرين يتساءلون ان كان الزمن سيعيد نفسه ويتكرر السيناريو في زمننا هذا؟.
التصريحات الأخيرة التي أثرت على المشهد السياسي العالمي، وخلفت جدلا بين المعسكرين، بدأت بالتهديد و تبادل الاتهامات بينهما وفرض عقوبات، حيث اتهم الرئيس الأمريكي جون بايدن موسكو بأنها تدخلت في الانتخابات الرئاسية، وتعهد بالرد بالعقوبات على ذلك، وقال “كنت واضحاً خلال حملتي الانتخابية وتعهدت بالرد على أيّ تدخل خارجي في الانتخابات، وأبلغت الرئيس بوتين مسبقاً بأننا سنرد على التدخل الروسي في الانتخابات، وأعلن حالة الطوارئ في مجال الأمن القومي رداً على التهديد روسي الغير نمطي، بايدن وفي رسالة إلى الكونغرس ذكر لقد أصدرت مرسوم طوارئ وطنياً رداً على تهديد غير نمطي وشديد للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة من جراء بعض الإجراءات الضارة التي ارتكبتها الحكومة الروسية، يشار إلى أن حالة الطوارئ في مجال الأمن القومي الأميركي تشكل أساساً لفرض العقوبات. وجاء ذلك عقب إعلان البيت الأبيض الخميس الماضي فرض الخزانة الأميركية عقوبات على 32 جهة وشخصية روسية، وأوضح البيت الأبيض أن الخزانة الأميركية بالشراكة مع حلفاء غربيين فرضت عقوبات على 8 أشخاص على خلفية قضية القرم، وأخرى ضد 6 شركات تكنولوجيا روسية، وطرد 10 دبلوماسيين روس.
روسيا هي الأخرى لم تصمت عن اتّهامات واشنطن لموسكو بالضلوع في هجوم سيبراني استهدف شركة “سولار ويندز” عام 2020 ووصفته بأنها “ترهات”، الجهاز الإعلامي في وكالة الاستخبارات الروسية أعلن أنه لا فائدة ترتجى من قراءة هذه الترهات”، بعدما حمّلت واشنطن هذه الوكالة تحديدا مسؤولية الهجوم، وفرضت العقوبات على خلفيته، ورداً على هذه الإجراءات استدعت وزارة الخارجية الروسية السفير الأميركي في موسكو، وقالت إن الحديث سيكون صعباً للجانب الأميركي، و أن الخطوات غير الودية من قبل واشنطن ترفع بشكل خطير من درجة المواجهة بين البلدين، كما فرض الكرملين حضرا على دخول 8 مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين إلى أراضي روسيا في إطار الرد على سياسة العقوبات من قبل الولايات المتحدة، موضحا أن هذه الإجراءات طالت كلا من المدعي العام الأمريكي، ميريك غارلاند، ومدير المكتب الفدرالي للمعتقلات الأمريكي، مايكل كارفاخال، ووزير الأمن الداخلي الأمريكي، اليخاندرو مايوركاس، ومستشارة الرئيس الأمريكي للسياسة الداخلية، سيوزان رايس، ومدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، ومديرة هيئة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، أفريل هينس، والمستشار السابق للبيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية، روبيرت وولسي.
وقد أدان البيت الأبيض بشدة ما سمّاه “التصعيد المؤسف” من جانب موسكو بعد ردها على العقوبات الأميركية الجديدة ، قائلا ليس من مصلحتنا الدخول في دائرة تصعيدية، لكننا نحتفظ بالحق في الرد على أي انتقام روسي ضدنا، وبهذا الخصوص عبر السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف، عن اعتقاده أن مقترح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإجراء قمة ثنائية مع رئيس روسيا له عدة أسباب، في مقدمتها تصعيد حدة التوتر في دونباس بأوكرانيا، وأضاف على ما يبدو فإن الرئيس بايدن خائف من تدهور الوضع في دونباس وتحويله إلى نزاع عسكري جديد لن يكون بمقدور الولايات المتحدة أن تشارك فيه إلى جانب أوكرانيا.، وفي وقته دخلت كييف في صراع هناك (في دونباس) وخسرت كثيرا، وسيكون تكرار ذلك، لا سيما بأسوأ عواقب سلبية ممكنة بالنسبة لأوكرانيا، ضربة قوية للمواقف الأمريكية يحاول بايدن تجنبها، السيناتور أشار إلى أن بايدن يفهم ضعف البلد أمام الأسلحة الروسية الحديثة، ودعوته إلى “عدم المبالغة” في اتخاذ الإجراءات والعقوبات الأمريكية الجديدة تدل بوضوح على رغبته في مواصلة الحوار، لكن موسكو قالت إن العقوبات الأميركية الأخيرة تضع عقد قمة بين بوتين وبايدن موضع شك.
هذا الصراع القائم ولا يخفى عن أحد أفاض حبر الكثير من وسائل الإعلام وفتح المجال للسياسيين والخبراء لإبداء رأيهم وتحليلاتهم عبر منابرهم الإعلامية لعدوا الحرب الباردة السابقان، فهل سيتكرر السيناريو أم هي تصريحات عابرة وتتلاشى مع الوقت؟.