الدكتور بوشيخي بوحوص أستاذ محاضر بجامعة مستغانم لأصوات: ” العلاقات الجزائرية-التركية متجذّرة وتُبشّر بشراكة اقتصادية استراتيجية”
صرّح الدكتور بوشيخي بوحوص، الأستاذ المحاضر بجامعة مستغانم والخبير الاقتصادي، أن العلاقات الجزائرية التركية ليست وليدة اليوم، بل هي علاقات متجذرة تعود إلى الحقبة العثمانية ومتجذّرة وتُبشّر بشراكة اقتصادية استراتيجية.
رحمة حيقون
وأضاف في تصريح أجرته معه أصوات أن الشعبان عاشا جنبًا إلى جنب لأكثر من ثلاثة قرون تحت مظلة الخلافة الإسلامية العثمانية. وقد كانت الجزائر في ذلك الوقت المقاطعة الرئيسية في الإمبراطورية العثمانية، بفضل أسطولها البحري القوي الذي هيمن على أمن البحر الأبيض المتوسط، إلى درجة أن دولًا كبرى كانت تعقد اتفاقات مع الجزائر وتدفع لها إتاوات لضمان أمن أساطيلها.
وأشار الدكتور بوحوص إلى أنه عقب الاستعمار الفرنسي الذي دام 132 سنة وقدّمت فيه الجزائر أكثر من 5.6 مليون شهيد، شرعت البلاد مباشرة بعد الاستقلال في نسج علاقات دبلوماسية مع مختلف دول العالم، وكانت تركيا من أوائل الدول التي بادرت إلى تعزيز التعاون مع الجزائر.
وأردف متحدث أصوات أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين شهدت نقلة نوعية منذ سنة 2000، بدءًا من قطاع البناء، حيث تنشط في الجزائر أكثر من 70 مؤسسة تركية برقم أعمال يتجاوز 5 مليار دولار لكل عشر سنوات. كما برزت شراكة صناعية بارزة في مركب “توسيالي” للحديد والصلب بوهران، والذي يبلغ رأسماله 50 مليار دينار جزائري، وتُقدَّر طاقته الإنتاجية بـ4 ملايين طن سنويًا، أي ما يعادل 57 بالمائة من الإنتاج الوطني.
وذكر أن رقم أعمال هذا المركب بلغ 260.7 مليار دينار في سنة 2023، من بينها 84.9 مليار دينار من الصادرات. كما توجد استثمارات تركية هامة في ولاية غليزان في قطاع النسيج، بالإضافة إلى شراكات في مجالات الأدوية، الصناعات الغذائية، والمجال المصرفي، حيث حصل البنك الزراعي التركي مؤخرًا على الضوء الأخضر للعمل في الجزائر.
وفي ما يخص التبادل التجاري بين البلدين، أوضح الدكتور بوحوص أن الجزائر تصدّر لتركيا ما يفوق 7 مليار دولار سنويًا، أغلبها من المحروقات، بينما تستورد بما قيمته 3.5 مليار دولار من منتجات استهلاكية وخدمات، على رأسها الألبسة، الأحذية، المحافظ، والخدمات السياحية، حيث ينفق الجزائريون سنويًا حوالي 1.6 مليار دولار في تركيا، مقابل ضعف كبير في استقطاب السياح الأتراك بسبب غياب رؤية واضحة من وزارة السياحة الجزائرية، حسب تعبيره.
أما بخصوص آفاق التعاون، فأكد الدكتور بوحوص أن الجزائر قادرة على تحقيق فوائض مهمة في قطاعات الفلاحة، الصناعة، والسياحة، داعيًا إلى وضع إستراتيجية فعالة لاختراق السوق التركية. كما شدد على ضرورة تطوير وسائل الدفع الثنائية المباشرة باستخدام العملات الوطنية، دون المرور عبر الدولار أو اليورو، معتبرًا إياها “عملات كابحة للتنمية ومعرقلَة للتبادل التجاري”.
واختتم الدكتور بوحوص تصريحه بالإشارة إلى مقاربة اقتصادية وضعها رفقة فريقه، تهدف إلى ربط الدينار الجزائري بالليرة التركية عبر القوة الشرائية، من خلال استعمال تقنيات الدفع الحديثة والهواتف الذكية، ضمن بروتوكول مالي بين البنك المركزي الجزائري ونظيره التركي. وأكد أن الدراسة العلمية جاهزة ومجانية، موجّهًا نداءً لوزارة التجارة الخارجية لتبنيها لما فيها من مصلحة استراتيجية للبلدين